Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
14 septembre 2011 3 14 /09 /septembre /2011 00:38

الحجاب : التضادان الثاني والثالث

 

Du 9 au 11 décembre 2007, le Centre d’Etudes de l’Unité Arabe (Markaz Dirassat al Wahda al Arabiya) et l’Institut Suédois à Alexandrie ont organisé à Alexandrie un colloque sur « Le dialogue nationalo-islamique ».

J’ai participé à ce colloque par une communication intitulée « La question de la femme, l’antinomie de la raison islamique ». La moitié de cette communication de 41 pages a été consacrée au voile. Les actes du colloque ont été publiés à Beyrouth en 2008.

En tant que sociologue de la religion, j’ai identifié dans ce texte 6 antinomies qui définissent le port du voile en Islam.

Dans l’extrait qui suit, j’expose les deuxième et troisième antinomies.

 

2)    الحجاب : التضاد (الطبقي) التاريخي

 

   في بداية التاريخ الإسلامي، يبدو أن الحجاب ارتبط بنساء النخبة (زوجات الرسول، نساء

المؤمنين، نساء الأعيان)، أما اليوم، وخصوصا انطلاقا من السبعينيات من القرن الماضي، فإنه أصبح في ارتباط أكبر مع الطبقات الحضرية المتوسطة والدنيا.

كثير من المؤشرات التاريخية والاجتماعية تدل على أن تحجب المرأة كان يتم في المدن الإسلامية، أي في المجال الذي كان يحترم تعليمات الشرع الخاصة بإرث المرأة. وبالتالي فإن حجاب المرأة في المجال الحضري لم يكن يقصد احترام فريضة دينية بقدر ما كان يهدف إلى الحفاظ على بنات العائلة لأبناء العائلة من أجل زواج داخل العمومة. ويعتبر الزواج الأندوغامي (داخل العمومة) حيلة لمواجهة خطر تفتت الثروة العائلية من جراء حق المرأة في الإرث، وهو مثل الوصية أو الوقف على الأبناء دون البنات. كل ذلك لكي لا تتوزع الثروة وتنتقل من أسرة صاحبها إلى أسرة أصهاره عن طريق بناته وأولاد بناته، أي إلى غرباء عن العصب بسبب زواج خارجي. أما التزوج من داخل العمومة فيبقي الثروة موحدة رغم إحراز البنت على نصيبها من الميراث وتنقيله لأطفالها. وبالتالي لا يخدم الحجاب نقاء النسب والشرف والعفة بقدر ما يعمل على تحقيق استراتيجية زواجية واقتصادية في الوقت ذاته. وبديهي أن المرأة "الدنيئة" لم تكن مطالبة بوضع الحجاب لأن ليس لها ما تنقل. وفي العالم القروي بشكل عام، كانت المرأة لا تضع الحجاب لأنها تحرم من حقها في الميراث باسم الملكية الجماعية للأرض.

تم التخلي تدريجيا عن الحجاب "الأندوغامي" بفضل مسلسل التحديث انطلاقا من بدايات القرن العشرين. ونزعت هدى شعراوي حجابها في مصر سنة 1923 ثم الأميرة عائشة في المغرب سنة 1947، وفي هذا إعلان عن تعارض الحداثة وحجاب المرأة[1]. وقامت السلطات الاستعمارية الفرنسية بنزع الحجاب عن النساء الجزائريات قسرا، باسم مهمتها الحضارية في الجزائر[2].

وانطلاقا من السبعينات من القرن العشرين، بدأت العودة إلى الحجاب في إطار ما يسمى بالصحوة الإسلامية. لكن ما يميز هذا الحجاب الجديد أنه ارتبط بهوامش المدن الإسلامية، وبالطبقات الشعبية المحرومة. وكان هدفه الأساسي تخليق الحياة الاجتماعية في الأحياء الفقيرة، نظرا لما كانت ولا زالت تعرفه تلك الأحياء من انتشار العمل الجنسي والتعاطي للمخدرات والكحول. وهو ما يدل على عدم استفادة هذه الأحياء وساكنتها من مسلسل التنمية والتحديث. وقد بينت في دراسة نشرت سنة 1995 أن الميل إلى إدراك الحجاب كفريضة يرتبط بهذه الأحياء أكثر مما يرتبط بالأحياء الراقية وبساكنتها[3]  ، مما يعني أنه يرتبط أكثر بالإسلاموية وبالطبقات الشعبية. "قبل ثلاثين سنة، كانت النساء تنزع الحجاب بالجملة، وكان البعض منهن يخاطر بذلك في المدن الجزائرية الكبيرة... أما اليوم، فإن عدد النساء السافرات تقلص في الأحياء الهامشية من المدن المغاربية... وهذا يبين أن النساء هن وحدة قياس تقدم "الإخوان"، كما كن أمس وحدة قياس تحديث مجتمعاتهن"[4]  . خلافا للحجاب الأندوغامي، يعبر الحجاب الإسلاموي عن حرمان الطبقات الشعبية من مكاسب الحداثة، أي من طيبات الحياة ومتعها. إنه رمز لضرورة تبني أخلاق متشددة تساعد الإنسان المحروم على تبخيس كل ما له علاقة بالاستهلاك، بالماديات، وبالغرب عموما. ويلعب الحجاب أيضا دور الحائط الرمزي الذي يفصل بين الجنسين في دور شعبية تتكون من غرفة واحدة (انظر دراستي التي أشرت إليها أعلاه).

ومن جهة ثالثة، ينم فرض الحجاب على المسلمات من طرف رجالهن (آباء، إخوان، أزواج) عن رفض التبادل الزوجي والجنسي مع غير المسلمين. ففي المجتمعات الأوربية بالخصوص، المتعددة الأديان، يلعب الحجاب دور الرسالة الرمزية الموجهة للآخر، رسالة تعبر عن أندوغامية دينية [5].   وقد بينت فعلا الكثير من الدراسات أنه كلما ارتفع ارتداء الحجاب في مجتمع أوربي، كلما انخفضت نسب الزواج (المدني) المختلط بين المسلمات وغير المسلمين. 

 

3)    الحجاب، التضاد الطبقي-الثقافي

 

هنا يتأرجح الحجاب بين طرح يجعل منه مؤشرا على الانتماء الطبقي وطرح يرى فيه تعبيرا عن هوية ثقافية أخرى، أصيلة، خاصة، ما فوق طبقية. وخير منطلق للبرهنة على هذا التضاد هو وضع الجالية المسلمة في دول المهجر، الأوروبية على وجه الخصوص. في هذه الدول، تحتل الجالية المسلمة وضعا طبقيا يتميز بالفقر وبالتهميش، مما يقودها إلى التمرد ضد أنظمة لا تعامل كل مواطنيها على قدم المساواة. إنه تمرد جزئي لشريحة جزئية من الطبقة العاملة ضد نظام تمييزي وإقصائي. والعودة إلى الحجاب هنا عودة إلى سلاح إيديولوجي خاص في يد الفقراء، أي في يد المسلمين، وذلك في إطار المطالبة بمجتمع عادل يضمن الاندماج الفعلي لكل المواطنين، أي ضمان كل الحقوق لكافة المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية وأصولهم الإثنية. في هذا السياق، يقر خوسرخوفار أن الفتيات المحتجبات في فرنسا لا يطالبن من خلال الحجاب بحقوق خاصة ومختلفة تتعلق بالأحوال الشخصية، بل بالاندماج الفعلي في الجمهورية[6] باعتبارهن مواطنات فرنسيات.

لكن وبالنظر إلى تراجع التحليل الماركسي والصراع الطبقي، أصبح المسلمون في دول المهجر لا يدركون أنفسهم كشريحة من الطبقة العاملة بقدر ما يحسون أنهم ممثلي ديانة مختلفة، وإثنيات مختلفة، وهوية مختلفة. وكلما ارتفع تهميش الإسلام، وهو التهميش الذي يهمشهم، كلما ارتفع تشبثهم به من خلال علاماته الخارجية مثل الحجاب. فالإسلام يصبح هنا معقل الهوية، حيث يضمد الجرح النرجسي. ومما دعم العودة إلى الإسلام كمحدد رئيسي في الهوية، الإهانة المستمرة التي يشعر بها المسلم من جراء الاعتداء الصهيوني والإمبريالي في فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان. هنا، تعبر عودة الإسلام عن رفض نظام عالمي غير عادل يهضم حقوق الشعوب الإسلامية. أليس الإسلام خير ما أخرج للناس (في إطار المنطق الإسلاموي النكوصي)؟ أليس المسلم خير الناس؟ وبالتالي، ما على المسلم إلا أن يعود لإسلامه ليتأكد من تفوقه على الآخر، وليضمن تعويضا نفسيا يروح عنه من آلامه وعذاباته. وتعبر العودة إلى الحجاب عن رغبة مغايرة في وجود مغاير، وفي وعي مغاير. وهو أيضا تعبير عن رفض الآخر ورفض لباسه، وفي ذلك إبراز لهوية مغايرة وأصيلة، هوية تُحَمَّلُها المرأة أساسا.

والواقع أن هذا الشعور بالإهانة لا يقتصر على الجالية المسلمة في المهجر، وإنما طال غالبية المسلمين في الدول الإسلامية أيضا، مما أدي إلى فك الارتباط بين الحجاب والطبقات الفقيرة وإلى انتشاره في مختلف الطبقات الاجتماعية، وإن بدرجات متفاوتة. وبناء عليه، أصبح الحجاب رمزا لثقافة، بل لحضارة تنظر إلى المرأة بشكل مختلف، وإلى وضعها في المجتمع بشكل مختلف، ومن حقها ذلك في نظر الإسلامويين بالنظر إلى "تعسفية" الغرب ضد الإسلام، وإلى الترادف المفترض بين الغرب والحداثة. إنه الدخول في فكر ما بعد حداثي تخلى عن مفهوم الصراع الطبقي وعن الصراع ضد التبعية الإمبريالية. لم يبق الصراع صراعا بين الطبقات الاجتماعية، وإنما غدا صراعا بين البيض وغير البيض (حرب عنصرية)، بين الأوربيين الأصليين والغير الأصليين (حرب إثنية)، بين المسيحيين والمسلمين أو بين اليهود والمسلمين(حرب دينية/صراع حضارات)، بين الرجال والنساء (حرب جنسية).

 

 



[1] H. Taarji : Les voilées de l’islam, Casablanca, Eddif, 1991, p. 319.

[2] Todd Shepard : « La bataille du voile pendant la guerre d'Algérie », in Le foulard islamique en questions, sous la direction de Charlotte Nordmann, Paris, Editions Amsterdam, 2004.

 

[3] A. Dialmy : Logement, sexualité et islam, op. cit.

[4] S. Bessis et S. Belhassan : Femmes du Maghreb....op. cit, pp. 192-193.

[5] E. Todd : Le destin des immigrés. Paris, Seuil, 1994.

[6] F. Gaspard Françoise et F. Khosrokhavar : Le foulard et la république. Paris, La Découverte, 1995.

Partager cet article

Repost0

commentaires